البيتكوين و السؤال المطروح لا يبدأ " هل تنهار " وإنما " متى تنهار " ؟؟ - إعداد: سومر خضر - Somar Khedr


قد فعلت صواباً العديد من البنوك المركزية حول العالم بإصدار بيان بعدم نيتهم تقنين التعامل على البيتكوين.

هذه العملة الافتراضية ( التى ليس خلفها لا بنك مركزي ولا دولة ولا نظام اقتصادي يمكن الرجوع إليه ) ستظل ترتفع ما دام الطلب عليها ( الحجم الرهيب من نقود غسيل الأموال و الجماعات الإرهابية و تجارة المخدرات و صناديق المضاربة و المغامرين و المقامرين في كل انحاء العالم ) أكبر من المعروض منها ( حجمها تقريباً ثابت عند ٢١ مليون وحدة ) . 


الانهيار سيحدث والفقاعة ستنفجر عندما تنعكس المعادلة ويتوقف الطلب، وسيصل الثمن إلى الصفر بأسرع من لمح البصر. منطقيا ًمن غير الممكن وجود أو حتى خلق استثمار طبيعي يحقق 1700٪ ‏ فى عام واحد، نفس فلم الإثارة الذي يحدث اليوم رأينا النسخة المخففة منه أكثر من مرة منذ ايام توظيف الأموال فى الثمانينات عندما توقف الطلب فانهارت الشركات كلها، و شركات الفوركس مؤخراً، كما رأيناها فى انهيار أسواق عديدة كجنوب شرق آسيا 1997، و الدوت كوم 2000، و الأزمة المالية العالمية منذ 10 سنوات. 


المسألة باختصار : ما يحدث أمامك نسخة محدثة من نموذج قديم لأكبر عملية نصب مالية فى التاريخ المالي ) الكل ربما قرأ عن قصة اليهودي الذي قام ببيع قارورات من الرمل في زمن النبي الأعظم محمد و بغض النظر عن مدى صحة القصة أو الدقة في توصيف شخصياتها إلا أنها انسخة القديمة من البيتكوين، وطالما أن كمية النقد الداخلة أكثر من الخارجة سيظل السعر يرتفع كأي سلعة أو عملة فى العالم .

و لماذا يلجأ تجار المخدرات و غسيل الأموال و القمار أو الجماعات الإرهابية للاستثمار في البيتكوين أو في العملات الرقمية بشكل عام ؟؟؟ .... يتساءل البعض ... و الإجابة بسيطة جدا .... ضع نفسك في مكان أي منهم ( مؤقتا )، أنت ملاحق من الأجهزة الأمنية في الدولة ومطلوب أيضا لكثير من الدول، أملاكك الشخصية و مدخراتك المالية في البنوك كلها مصادرة ولا تستطيع إن تقوم بأية عملية تملك باسمك الشخصي، سابقا .. كان يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى امتلاك الذهب و المعادن النفيسة، لكن صعوبة نقلها من مكان لآخر و تهريبها عبر الحدود شكل مشكلة حقيقية لهم، و مع إيجاد العملات الرقمية التي تمثل باللامركزية بحيث تستطيع شرائها و امتلاكها و سحبها من أي دولة و لا تحتاج إلا لشبكة اتصالات ( انترنيت ) ، سهل ذلك الطريق على هذه الجماعات لحفظ أموالها بعيدا عن متناول السلطات الأمنية المحلية الدولية، و هذا ما حذى برئيس البنك المركزي الأسترالي أن يضم صوته إلى منتقدين عملة البيتكوين الرقمية، ليشير أن العملة التي ترتفع قيمته فوق 17 ألف دولار هي عملة أكثر جاذبية للمجرمين من المستهلكين.


وقال فيليب لوي في كلمة القاها في سيدني يوم الاربعاء الماضي أنه عندما نفكر في البيتكوين كونها أداة للدفع فقط، فمن المرجح أن تكون جذّابة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في إجراء معاملات في الاقتصاد الأسود أو غير القانوني، بدلا من المعاملات اليومية الطبيعية.
لذا فإن الإغراء الحالي بهذه العملات يشبه هوس المضاربة أكثر مما يتعلق باستخدامها كشكل فعال ومريح للدفع الإلكتروني، على حد قوله.
الجدير بالذكر أن عملة البيتكوين الرقمية قد ارتفعت أكثر من 1700 % خلال هذا العام في ظل تسارع المستثمرين في شراء العملة على أمل أن تصبح بديلا مشروعا للذهب أو النقد التقليدي.
" ومع هيك و برغم كل هالآراء ، بدك تجرب مشان ما تفوتك الحفلة ؟
١-٣٪‏ من أموالك كحد قصى، ومعك لنهاية السنة " بما أن التوقعات بمزيد من الارتفاع حتى نهاية السنة اتفق عليها معظم المحللين.


إعداد : سومر خضر Somar Khedr
مراجعة وتدقيق : حسين هندي Hussain Hendi

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

5 أنواع من الرسائل التحفيزية إلى مسؤولي التوظيف تفقدك الوظيفة - ترجمة: رهف شهــاب دندة

كلية الاقتصاد في جامعة طرطوس الأكثر تميّزاً من بين الكليات الاقتصادية في سوريا #تقرير #راديو الاقتصاديين

وظائف شاغرة لخريجي الاقتصاد - طرطوس - اللاذقية في كبرى الشركات #راديو_الاقتصاديين