ماهي التجارة الإلكترونية؟ - إعداد: رهــف شهــاب دندة
مما لاشك به أن من أهم مفرزات التجارة
الالكترونية هو التسويق الالكتروني المنتشر عالميا والتي لابد من الإضاءة على السوق السورية ومعاينة هذا
النوع الجديد من التجارة!
التجارة الالكترونية وهي باختصار إحدى الطرق الحديثة لإتمام الصفقات
وعمليات البيع والشراء في العالم والتي لا تعتمد على الوجود الفعلي بين الأطراف
الأربعة الأساسية الممثلة للعملية وهي (البائع، المشتري، المنتج، النقود) وإنما
يتم التواصل من خلال وسيلة اتصال يثق بها كل من البائع والمشتري وتتمثل هذه
الوسيلة في الموقع الإلكتروني الذي يكون حلقة الوصل بين الطرفين حيث يتم عرض
بيانات المنتج وإتمام الاتفاق وتحديد شروط البيع وتحويل النقود من خلال البنوك
الافتراضية المعتمدة.
ومن مميزات التجارة الإلكترونية للبائع سهولة عرض المنتجات وتفاصيلها
لتسهيل عملية البيع والشراء وتقليل نفقات المتاجر الفعلية والتي تعتمد على تكلفة
عالية (اليد العاملة من مندوبين وبائعين وموظفين صالة أو حتى نفقات استئجار مكان
لعرض المنتجات ) والتي يمكن اختزالها في تكلفة موقع متميز وإدارة متخصصة للموقع
ويمكن زيادة عملية البيع و الشراء على الموقع و جني الأرباح من خلال التركيز على
خدمات إشهار الموقع وتكلفتها أقل كثيراً من تكلفة الإعلانات التلفزيونية أو
المطبوعة.
أما ميزات التجارة الإلكترونية للمشتري فهي وسيلة سهلة وسريعة للحصول
على المنتجات مع التغلب على مشكلتي الوجود في المكان والزمان المناسبين للبائع،
حيث يستطيع المشتري التجول في أنحاء المتجر الإلكتروني وهو جالس في منزله حيث
يستطيع المشتري مشاهدة تفاصيل المنتجات ومقارنة ميزاتها مع غيرها ومقارنة الأسعار
بين المتاجر الإلكترونية المختلفة لنفس المنتج والحصول على أفضل عرض في دقائق
معدودة.
في سورية الوضع مختلف قليلا حيث لا يوجد مواقع تدير عملية البيع
والشراء الالكتروني إما بسبب العقوبات الاقتصادية على البلاد أو بسبب غياب
التشريعات الناظمة لهذا المجال لذلك كان لابد من استطلاع لأراء الشارع السوري.
لقد حاولنا أن نكتشف أسباب تأخر هذا القطاع
المهم في سورية لذلك قمنا بإجراء استبيان شارك به أكثر من 70 شخص (من المستهلكين
للمنتجات و من التجار الذين يروجون لسلعهم الكترونيا وأيضا المنتجين لبرامج قد
تساعد في ازدهار التجارة الالكترونية في سورية ) طرحنا عليهم مجموعة من الأسئلة عن
أرائهم بالتجارة الالكترونية في سورية وثقتهم بالمنتجات المعروضة الكترونيا
وتقديمهم مقترحات لتعزيز هذه الخدمة، حيث أكد 69% أنهم لم يقوموا حتى الآن بشراء إي
منتج عن طريق الانترنيت لأنهم لايثقون بجودة هذه المنتجات ولا يوجد مرجعية يمكن
العودة لها بحال وجود إي شكوى ولا بالجهات التي تعرض منتجاتها من أفراد أو شركات
لا يبدو عليها طابع الاحترافية أو المهنية في عرض تلك المنتجات وتحديدا على موقع
الفيس بوك
بينما قال ما نسبته 24% أن لديه تجارب سابقة في التجارة الالكترونية
داخل سورية فقط وان تجربتهم في هذا المجال مع شركات لديها اسمها واحترامها بالسوق
السورية كشركات التي تبيع المنتجات الالكترونية والتي تقدم خدمة ما بعد البيع
وتقدم كفالة إيصال المنتج على حسابها وتحت كفالتها وأيضا شركات قطع السيارات و
شركات الألبس.
أما ما نسبته 7% فقد جربوا الشراء من داخل السوية الكترونيا ومن
خارجها عن طريق مواقع مثل أمازون وعلي بابا فقد أكدوا أن التجربة السورية بهذا
المجال ضعيفة مقارنة بالتجربة العالمية أمام هذه الأرقام نجد أن العامل الرئيسي لعدم
تقدم التجارة الالكترونية هو قلة ثقة العميل (وفي بعض الأحيان انعدام الثقة )
بالمعروضات الالكترونية بسبب غياب التشريع الحكومي لها أو حتى قوانين ناظمة لهذا
العمل مما يتح مجال كبير من الاحتيال في
هذا المجال تحديا السلع الغالية الثمن وأيضا احد أهم عوامل عدم انتشار التجارة
الالكترونية غلاء الأسعار المنتجات التي تكون موجود في السوق الواقعي بأسعار اقل
بكثير وبنفس الجودة وأيضا الوضع الاقتصادي
لأغلب المواطنين السوريين وعدم القدرة على الادخار بسبب انخفاض القدرة الشرائية
لليرة
قمنا بسؤال لبعض التجار الذين يروجون لمنتجاتهم
عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي عن إذا كانت التجارة الالكترونية لمنتجاتهم تزدهر أم
أنهم يعتمدون على البيع التقليدي كانت الأجوبة شبه موحدة حيث أكدوا على أن
الانترنت في سورية مكان للترويج بأغلب الحالات وليس للبيع الالكتروني ولكن قام احد
التجار بحركة ملفتة وهي انه منح ميزة لمن يقوم بشراء منتج عن طريق الانترنت بتخفيض
السعر له بعد هذه الحركة الملفتة لاحظ ازدياد الطلب على المنتج عن طريق الانترنت
ولكن بقيت الأرقام خجولة قليلا و متابعة الحديث مع التاجر قال انه لن يتوقف عن نشر
العروض لمن يقوم بالشراء عن طريق الانترنت ليقينه أن طرق الشراء التقليدية سوف
تصبح قليلة جدا بعد سنتين في السوق السورية لما تشهده من تحسن ومع اتجاه الحكومة
لتصبح حكومة الكترونية ومع المزيد من الرقابة والقوانين على هذه التجارة.
وكان احد الذين آجرينا معهم الاستبيان يضع
اللمسات الأخيرة على موقع الالكتروني سوري بُرمّج ومّول بالكامل بأيادي سورية هذا
الموقع سيكون كالمواقع العالمية التي يمكننا الشراء وعرض المنتجات فيها كأمازون
وعلي بابا وغيرها ومرخص بشكل قانوني من الحكومة السورية ليكون جسر ثقة متين بين البائع
والمشتر، وتوقع الكثير ازدهار
السوق الالكترونية السورية بين السنة والثلاث سنوات وستأخذ ما نسبته 25% من السوق.
هذه الأرقام وغيرها
من الدراسات الاكادمية والبحثية في سورية والعالم تدل على اختفاء السوق التقليدية
بعد ما متوسطه 7 سنوات لذلك لابد من العمل الحكومي الجاد في
سورية للإنعاش السوق الالكترونية وتنميتها.
إعداد: رهـــف شهــاب دنــدة - Rahaf Shihab Dandh
مراجعة وتدقيق: محمــد شمــا - Mohammad Shamma

تعليقات
إرسال تعليق