هجرة الكفاءات العلمية وتأثيرها على الاقتصاد السوري - دراسة من إعداد: نورا أحمد #فريق_الدراسات_والأبحاث_راديو_الاقتصادين

هجرة الكفاءات العلمية وتأثيرها على الاقتصاد السوري
=========================================

تندرج بشكل شاسع ومخيف هجرة الأدمغة و الكفاءات العلمية والفنية ولاسيما في ظل الظروف الصعبة وحالة الحرب المزرية في سوريا؛ حيث تعد من الأخطار العقيمة التي إذا ما عولجت بشكلها الصحيح نظراً للعروض المغرية التي تجذب الكفاءات البشرية المتميزة خلال الوضع الراهن.

و سوريا قد صنّفت كبلد حديث المنشأ من حيث العلوم الصناعية والاقتصادية والتقانة, فهي تتألق بالعقول النيرة العلمية والثقافية التي ما لبثت أن جعلت مكانة البلد مرموقة على نطاق واسع بين المجتمعات الدولية؛ إلا أن الحرب تستهدف العلم والعلماء الذين يعدون من أعظم ما(تتمتع) به البلاد من خيرات.

 في حين أن خيار الهجرة أصبح المنفذ الوحيد المحفز لخروج الآلاف من الكفاءات للبحث عن الفرص الملائمة في إحدى الدول المتقدمة التي شرعت أبوابها المزينة بقدرتها على تأمين الاماكن المناسبة للإمكانات الوافدة إليها لاستغلال العقول العلمية بأفضل وسيلة ممكنة إضافة للدخول المرتفعة والتكنولوجيا المتطورة , إضافة لاستثمار هذه العقول وتشجيعها للقيام بمشاريعها وعملها الخاص؛ 

إلا أن ذلك قد كلف البلد خسائر مادية هائلة و عجز كبير في النهوض الاقتصادي خلال الحرب إثر غياب معظم الطاقة العلمية البشرية التي تعد رأس المال الفكري والثقافي من وجهة نظر اقتصادية؛ حيث أثرت هجرة الادمغة العلمية الى اتساع الفجوة بين خطط التنمية والتطور التقاني من جهة وبين عدم القدرة على تنفيذ الخطط من جهة أخرى وذلك لافتقار البلد للعقول المسلحة بالعلم والمعرفة والادارة والتخطيط في أوقات الازمات،

على إثر ذلك تم تراجع الاقتصاد الصناعي بشكل كبير لقلة المعامل من كافة أصنافها وتجهيزاتها نتيجة الحرب , كما أن غياب الاستثمارات بكافة اشكالها جعل فرص العمل للشباب معدومة, كما تراجعت التجارة الخارجية (السلع المصدرة) نظراً للحصار الاقتصادي والعمل على تلبية الطلب على السلع والخدمات للمواطنين بالحد الادنى ، الامر الذي أدى الى تراجع سوق العمل بشكل كبير و ازدياد البطالة بمعدلات مرعبة وانخفاض مستوى الدخل الامر الذي زاد من الوضع الحرج..
 كل هذه الاسباب جعلت من النهوض الاقتصادي بطيء نسبياً؛ وعليه فإن:

 وجود تناسب بين احتياجات سوق العمل ومتطلباته بالإضافة إلى تقدير الكفاءات وتوفير مناخ ملائم للإبداع  يحقق انتعاش اقتصادي في فترة ما بعد الحرب , كما أن العمل على استقطاب رأسمالنا من العقول يتم بتوافر المراكز العلمية والتكنولوجية المناسبة وتواجد الاستثمارات والمصانع الجديدة التي تحد من نسبة البطالة والنزوح الى الخارج ، أيضاً وجود دراسة حقيقية من المعنيين بالحلول المقترحة والتسهيلات المقدمة للشباب السوري خصوصاً المبدعين والمخترعين واصحاب المؤهلات العلمية العليا وتأمين دعم حقيقي متعدد الجوانب وتسهيلات من كل النواحي/ المادية - النفسية - القانونية /كل ذلك يساهم بشكل كبير وفعال في اعادة بناء هيكلية علمية اقتصادية التي تعتمد على الأدمغة اللامعة وضرورة تواجدها لكونها الاساس في التقدم والتنمية للبلد.
==============================================
إعداد و تأليف : نورا أحمد ( إجازة في الاقتصاد - جامعة طرطوس )
مراجعة وتدقيق:  حسين هندي 
                              فريق البحث العلمي الاقتصادي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

5 أنواع من الرسائل التحفيزية إلى مسؤولي التوظيف تفقدك الوظيفة - ترجمة: رهف شهــاب دندة

كلية الاقتصاد في جامعة طرطوس الأكثر تميّزاً من بين الكليات الاقتصادية في سوريا #تقرير #راديو الاقتصاديين

وظائف شاغرة لخريجي الاقتصاد - طرطوس - اللاذقية في كبرى الشركات #راديو_الاقتصاديين